بسم الله أوله وآخره

بسم الله أوله وآخره: معنى عظيم يغيب عن كثير من الناس

يُروى في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال:
«إذا أكل أحدُكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره». (رواه أبو داود والترمذي)

هذا الحديث النبوي الشريف يحمل في كلماته القليلة معاني عميقة تتجاوز حدود الطعام والشراب، فهو يذكّر المسلم بحقيقة جوهرية: أن البركة لا تكون في العمل إلا إذا استُفتح باسم الله، وأن الغفلة عن الذكر تُفسح مجالًا للشيطان ليشارك الإنسان في رزقه وسعيه دون أن يشعر.

المشهد الذي يذكّرنا بالمعنى

تأمل لحظة شابٍ يجلس على مائدة عشائه بعد يوم طويل، وقد تناول معظم طعامه دون أن يستحضر اسم الله في بدايته. وفي آخر لقمة، تذكر قلبه ما نسيه لسانه، فنطق خاشعًا: «بسم الله أوله وآخره». في تلك اللحظة، كأن النور انبثق من داخله، وكأن ظلمةً خفية كانت ترافقه انقشعت فجأة. هذا المشهد ليس خيالًا محضًا، بل هو تمثيل رمزي لما أخبر به النبي ﷺ حين قال: «إن الشيطان يستحل الطعام الذي لا يُذكر اسم الله عليه» (رواه مسلم)

لماذا يُقال "أوله وآخره"؟

تعبير «أوله وآخره» يُعيد البركة إلى جميع ما أُكل، حتى ما سبق الذكر من الطعام. فحين يقول المؤمن في نهاية أكله "بسم الله أوله وآخره"، فإنّه يعترف بتقصيره، ويجدد نيته، ويسترد البركة المفقودة. وفي ذلك درس عظيم في أن التوبة والرجوع إلى الله لا تكون فقط من الذنوب الكبيرة، بل حتى من غفلات الحياة اليومية التي تسرق منّا لحظات الذكر.

البركة ليست في الكثرة، بل في الذكر

قد يجلس اثنان على المائدة نفسها، يأكلان من الصحن ذاته، أحدهما يذكر الله فيحس بالشبع والطمأنينة، والآخر ينسى فيأكل كثيرًا ولا يشبع. الفرق بينهما هو ذكر الله، الذي يجلب البركة في القليل، ويُذهب أثر الشيطان من الطعام والنفس. ففي كل "بسم الله" تُقال، هناك معنى روحي عميق: أن ما نفعله الآن هو لله، وتحت نظره، وبرعايته.

الدرس الأخلاقي والروحي

الحديث يعلمنا أن الإسلام ليس طقوسًا تُؤدى فقط في المساجد، بل هو حضور لله في التفاصيل اليومية — عند الطعام، عند الدخول والخروج، في كل بداية ونهاية. وأن الذكر، حتى لو جاء متأخرًا، فهو مفتاح عودة النور إلى القلب. فمن قال «بسم الله أوله وآخره» بعد نسيانٍ، كأنه قال: «يا رب، لم أنسك عمدًا، لكن قلبي عاد إليك».

رسالة المقال

حين نعيش وعينا بالله في أبسط لحظات حياتنا، كالأكل أو النوم أو العمل، نصبح في معية الله، محصنين من وساوس الشيطان، ومبارَكين في رزقنا وأعمارنا. فاجعل لسانك رطبًا بذكر الله، وابدأ يومك وليلتك دائمًا بـ «بسم الله»، فإن فيها سر البركة، وطرد الغفلة، واستجلاب النور.


🕊️ اللهم بارك لنا في طعامنا، وذكّرنا بك في كل لحظة من حياتنا.

حديث نبوي كريم

«إذا أكل أحدُكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره »

(أخرجه أبو داود والترمذي)
📌 اقرأ أيضًا: آداب الاستيقاظ من النوم...

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع