تحليل قصيدة: «أمّاه أيتها الأرض…»
من ديوان: وكأن قلبي كربلاء — صياغة تحليلية على نمط الإجابة الامتحانية.
المقدمة
النص قصيدة وجدانية يتداخل فيها البعد الأمومي بالبعد الوطني. فالنداء المتكرر «أمّاه» يتجاوز العلاقة البيولوجية ليجعل من الأم صورة للأرض والوطن والحلم. النص يعكس معاناة الذات الشاعرة في زمن القهر والاغتراب، وتوقها الدائم إلى حضن يحميها ويعيد إليها الأمان المفقود.
شرح الأبيات
يخاطب الشاعر أمّه بوصفها «الأرض» والحلم الذي يسبح في الدم، أي أنها الأصل والهوية. ويصورها كصوت يخرج من حنجرتين ليعلو فوق الألم، في إشارة إلى أن الأم تمثل الامتداد الجمعي. ثم ينتقل إلى لحظة الحنين: عين تبكي بلا دموع، وقلب يتوق إلى صدر الأم كملاذ آمن. يصرخ الشاعر من زمن يشعل فيه الشوق دون موقد، ومن عمر يفرّ من العمر ذاته دون موعد، كاشفًا بذلك عن معاناة وجودية لا يخففها سوى عودة الابن إلى حضن الأم.
التحليل الفني
- الرمز: «أمّاه» ليست فقط الأم الحقيقية، بل رمز للأرض/الوطن والحلم الكبير.
- التكرار: تكرار نداء «أمّاه» يمنح النص إيقاعًا وجدانيًا ويؤكد عمق الشوق.
- الصورة الشعرية: «زمن يشعل في الشوق بلا موقد» صورة مبتكرة تجمع بين النار والغياب؛ الشوق ملتهب لكن لا أداة لإشعاله.
- الإيقاع: النص حرّ، قائم على التوازي والتكرار، ما يعكس انفعالًا وجدانيًا صادقًا.
- المعجم: ألفاظ الحلم، الدم، الصوت، الدمع، الصدر — كلها ألفاظ دافئة ترمز للحياة والانتماء.
الخاتمة
القصيدة تختزل شوق الشاعر إلى الأم/الأرض كملاذ ضد قسوة الزمن وضياع العمر. إنها قصيدة حنين وجودي وسياسي في الوقت نفسه، حيث تتحول الأم إلى رمز شامل للحب والأمان والهوية. ينجح النص في أن يجمع بين صدق التجربة الشخصية وعمق الرمز الكوني.