الفصل الأول: الحلم الذي أيقظ الجدار
في قرية نائية يتّكئ جدار قديم على ظلّ نخلة، ولد وزغ صغير بعيونٍ لامعة كبريق الزمرد وعلى ظهره بقعة مضيئة تشبه نجمة مغسولة بالمطر. كان يتسلّل بين كتب شيخ القرية، يمرّ بلسانه على حوافّ الأوراق كأنه يتذوّق حِبر الحكايات. وفي ليلة نصف قمر، غفا بين صفحتين من كتاب مهترئ، فرأى في الحلم كائناً نصفه إنسان ونصفه طائر يقول: "يا صغير الجدار، في ذيلك سرّ: إذا انفصل صار جسراً بين الأرض والسماء."
استيقظ مذعوراً، لكنه شعر بحرارة لطيفة تسري في ذيله كنبض خفيّ. لم يدرِ أن تلك الإشارة كانت فاتحة زمنٍ جديد، زمن تُقاس فيه الشجاعة بقدرة المرء على التخلي.
الفصل الثاني: حكمة القطة السوداء
على حافة الساحة، جلست قطة سوداء عجوز تُكنّى "أمّ ظلّ". كانت تعرف لغات الليل وتقرأ آثار الهواء على الغبار. قالت للوزغ: "بلغني يا صغير أن في ذيلك وعداً. القرية مهددة بلعنة ظلامٍ يأكل أصوات الأطفال. أوَتستطيع أن تُضحّي بما تحب؟"
ردّ مرتبكاً: "ذيل واحد لا يساوي قرية… لكنه جزءٌ مني." فأجابته: "الشيء الذي نظنه منا تماماً، قد يكون هديّة للعالم حين نفارقه."
الفصل الثالث: وحش الظلال
في الليالي التالية، تقدّم من الغابة ضباب كثيف له عينٌ واحدة تنطفئ وتشتعل. لم يكن ضباباً، بل كائناً يسمّى "العمى". إذا دخل بيتاً نسي أهله الأغاني، وإذا لامس جداراً محا منه الرسومات. الأطفال كانوا يستيقظون وهم ينسون أسماء ألعابهم، والرياح تُصفّر كأنها تُحذّر.
وقف الوزغ على أعلى حجر في الجدار، يرقب الكُتلة السوداء تزحف كسيلٍ من فحم. تذكّر حلمه، وكلمات أمّ ظلّ، ففهم أن الوقت قد حان ليحوّل الخوف إلى طريق.
الفصل الرابع: الذيل الذي صار جسراً
جمع أنفاسه، وضغط عند مفصل الذيل بوعيٍ فطريّ لا يعرفه إلا الأوزاغ. انفصل الذيل بخفّة، لكنه لم يسقط كقطعة لحم؛ بل اشتعل كخيط شهاب، ارتفع والتفّ في الهواء حتى صار قوساً من نور يمتدّ من حجر الجدار إلى قرن القمر.
"حين تترك شيئاً بقلبٍ مُحبّ، يترك لك العالم باباً لم تره من قبل."
اندفع وحش الظلال نحو القرية، وحين لامس قوس النور صرخ صرخة جوفاء، ارتدّ منها دخانٌ بارد وسقطت في داخله صورٌ مشوّهة لأحلامٍ التقمتها العتمة. كان الجسر يحرق العمى كما تحرق الشمسُ الضباب على صفحة نهر.
الفصل الخامس: ما بعد التضحية
أفاق الوزغ منهكاً لكن مبتسماً. مرّت أسابيع، وفي كل فجر كان يلمح ظلاً أخضر صغيراً ينبت من آخر جسده. لم يكن ذيلاً عادياً؛ داخله وميضٌ كنبض برق بعيد. صارت القرية تُناديه: حارس النجوم.
شيئاً فشيئاً أدرك أن التضحية ليست نهاية الشيء، بل بدايةُ معرفته. صار يسمع خريرَ الماء في الآبار القديمة، ويفهم لماذا تميل النخلة في اتجاه الريح ثم تعود. صار يرى في عيون الأطفال أسئلةً تُضيء مثل المصابيح.
الفصل السادس: مدرسة الضوء
جمع حارس النجوم صغار الأوزاغ تحت إفريز بيت الشيخ، وفتح لهم مدرسةً لا جرسَ لها إلا قطرات الليل وهي تتساقط من السقف. علّمهم أن الذيل مخزنُ طاقةٍ وذاكرة، وأن تركه ليس هروباً دائماً، بل حكمةٌ تُستخدم حين يصير البقاء طريقاً للمعنى.
كان يقول لهم: "إذا خفتُم، اسألوا خوفكم عمّا يطلبه منكم. فإن طلب أن تهربوا من كل شيء، فهو كاذب؛ وإن طلب أن تتركوا شيئاً لتحفظوا أشياء، فأنصتوا."
ذات مساء، جاءت أمّ ظلّ وقالت: "العمى لم يمت، بل عالقٌ عند حدود قريتنا. سيعود حين يظنّ أنّ الحراس ناموا." فأجاب الوزغ: "سنُبقي قلوبنا مستيقظة، فالظلام لا يهزم الضوء، بل غفلته."
الفصل السابع: رحلة إلى قِمّة الريح
سافر الوزغ إلى تلٍّ يسمّيه الرعاة "قِمّة الريح". هناك يتلاقى صُعداء الغرباء وتهدأ حكاياتهم. كان يريد أن يفهم كيف يصنع الناس الجسور حين لا يملكون ذيولاً. وجد رجلاً يرقّع شباك الذاكرة، يكتب على الحجارة أسماء الراحلين كي لا تبتلعهم الرياح. قال له الرجل: "نحن أيضاً نقطع أذيالاً لا تُرى؛ نترك عادةً قديمة، أو كلمةً تُؤذي، أو خوفاً يربطنا ببابٍ مكسور."
عاد الوزغ وهو يهمس: "ما أكثر الأذيال في العالم، وما أقلّ من يعرف متى يتركها."
الفصل الثامن: ختم النجمة الزرقاء
في ليلة غائمة، هبط على الجدار طائرٌ عتيق يحمل بين جناحيه ختمًا من نجمة زرقاء. قال: "هذا ختم العهد، لا يُعطى إلا لمن جعل من فقده جسراً للناس." حين لمس الختمُ ظهرَ الوزغ، انشقّت بقعته المضيئة عن خريطةٍ صغيرةٍ للقرية، فيها الأزقة كخيوط فضة، والبيوت كبذور قمح.
صار يعرف إن ضاع طفلٌ في الزقاق، وأيّ بابٍ نسيته امرأة مفتوحاً، وأي نخلة تحتاج إلى ماء، فيرسل صغار الأوزاغ رسلاً، يزحفون بلا ضجيج، ويتركون إشاراتٍ تلمع على الجدران كأنها حبات ملحٍ على قمر.
الفصل التاسع: امتحان المرآة
عاد العمى في هيئة مرآة ضخمة صقلتها يدُ عاصفة. وضعها عند مدخل القرية، فصار الداخلون يرون فيها أجمل ما يتمنّون. كانت المرآة تعدهم بطرقٍ سهلة: "لا حاجة لتعبٍ أو تضحية، تعالوا نعِش دون خسائر." وكاد الناس يُفتنون.
وقف الوزغ أمام المرآة فرأى ذيلاً ذهبياً لا ينفصل أبداً، ورأى نفسه أميراً على الجدران. ضحك وقال: "يا مرآة، أنت لا تعرفين أنني صرتُ أنا لأنني فقدتُ ما كنتُ أتمسّك به." وأدار ظهره لها، فاسودّت وانكسرت كقشرة ليلٍ جاف.
تعلّم الناس أن ما يلمع ليس دائماً ذهباً، وأن بعض الخسائر بوصلةٌ لا بدّ منها.
الفصل العاشر: عهد القرية الجديد
مع الفجر، اجتمع أهل القرية. قال شيخها: "من اليوم، نُبقي في كل بيت زاويةً للأشياء الصغيرة التي تحرسنا: وزغٌ لا نُؤذيه، قطرةُ ماءٍ نضعها للعابرين، كتابٌ مفتوح على حكايةٍ تذكّرنا بأن ما نمنحه يعود إلينا في وقتٍ ما."
رفع الوزغ ذيله — ذاك الذي تجدد بنبضٍ من نور — فانعكس على وجوههم طيفٌ من طمأنينة. كان الجدار القديم يبتسم بالحجارة، والنخلة تُلقي ظلاً يشبه العباءة على القرية. ومن بعيد، كانت الغابة تُصافح بخضرتها قوسَ الجسر الذي ما زال يلمع في الذاكرة.
وقبل أن يغيب القمر، همس حارس النجوم: "سأظلّ صغيراً، فالصِغَرُ يمنحني خفّة السير على الأسوار. وسأظلّ كبيراً بقدر ما أتركه ليعبر الناس."
رؤية اسلامية
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه وسلم. ماحكم الشرع في قتل الوزغ وهل ورد فيه أحاديث صحيحة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:ففي صحيح البخاري عن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ، وقال: " وكان ينفخ على إبراهيم عليه السلام". وفي صحيح ابن حبان أن مولاة لفاكه ابن المغيرة دخلت على عائشة رضي الله عنها فرأت في بيتها رمحاًً موضوعة، فقالت: يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا ؟ قالت: نقتل به الأوزاغ، فإن نبي الله أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه ،إلا الوزغ، فإنه كان ينفخ عليه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله. وفي مسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الوزغ فويسق" وفي المسند وصحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مئة حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة"، وهذه الأحاديث صحيحة كما رأيت فمنها ما هو في صحيح البخاري، ومنها ما هو في صحيح مسلم، ومنها ما في غيرهما. والله أعلم.
المصدر: www.islamweb.net/ar/fatwa
رؤية الوزغ في الحلم
وفقًا لتفسير ابن سيرين، رؤية الوزغ (أو البرص) في الحلم قد ترمز إلى عدة معانٍ سلبية. عادةً ما يُعتبر الوزغ رمزًا للأشخاص الفاسدين أو الأعداء الخبثاء الذين يسعون إلى إلحاق الضرر بالرائي. الوزغ أيضاً قد يدل على شخص يتكلم بالسوء أو ينشر الفتنة بين الناس.
تفسير قتل الوزغ
وفقًا لتفسير ابن سيرين، قتل الوزغ في الحلم يُعتبر إشارة إلى الانتصار على الأعداء أو التخلص من الشرور التي تحيط بالرائي. الوزغ في المنام يرمز إلى شخص فاسد أو عدو، وقتله يمثل التخلص من تأثيره الضار أو التغلب على المصاعب التي يسببها. إذا رأى الحالم نفسه يقتل الوزغ، فهذا قد يدل على النجاح في مواجهة التحديات أو القضاء على الفتن. بشكل عام، يُعد قتل الوزغ في الحلم بشارة خير، حيث يشير إلى التخلص من الأذى والحماية من المؤامرات.
كما أن الوزغ في تفسير ابن سيرين يُعتبر كائنًا سريعًا، وهو رمز للشخص الذي يبتعد عن الحق ويتبع الباطل. ويمكن أن يشير إلى وجود شخص يتآمر أو ينشر الفساد.











