كتاب العوالم السبعة

📖✨ كتاب العوالم السبعة

قصة خيالية بوليسية تربوية — مغامرات في البحر والفضاء والمدن القديمة والمرايا والتنانين والزمان

في غرفة الجدّ التي تفوح منها رائحة الورق العتيق، عثر آدم على كتاب أسود يلمع كأنه قطعة من ليلٍ مُطعّمٍ بالذهب. على الغلاف عبارة مُدهِشة: «اقرأ، تُفتح لك أبواب العوالم السبعة.» لم يكن يدري أنّ القراءة هنا ليست فعلًا عابرًا، بل مفتاح رحلات تلامس الحدّ بين الخيال والحكمة، وبين السؤال والإجابة.

تمهيد: غرفةٌ تحرس الحكايات 🕯️

مدّ آدم يده برهبة إلى الغلاف، وكأن أصابعه تلامس قنديلًا خفيًا. عند أول صفحة، ارتجّت الجدران كأمواج طيفية، واختلط ضوء المصباح بزخارف الحروف. همس لنفسه: «ربّ كتابٍ يُفتح على عالَمٍ لا يُغلق!»

قرأ الجملة الأولى، فانزاحت حدود الغرفة كما تنزاح ستارة مسرح. صار الهواء أخفّ، والوقت أبطأ، وها هو الباب الأول يُفتح على مصراعَيه.

الفصل الأول: البحر الذي يتنفّس 🌊

هبط آدم على شاطئ يلمع كذهبٍ مغسول بالمطر. كانت الأمواج تتقدّم إليه بخفّة، تُقبّل قدميه وتعود، كأن البحر نفسٌ كبير يزفر ويسحب. كانت السماء قُبّةً من ياقوت، والنسيم يعزفُ سُلّمًا موسيقيًا لا يُرى.

آدم: ما أغرب هذا المكان… كأن الموج يعرف اسمي.

البحر: أهلاً بالمسافر الذي أيقظني من حروفي. إن أردت العبور إلى الضفة الأخرى، فأجب: ما الشيء الذي يزداد كلّما أخذت منه؟

غاص الطفل في صمت التفكير. تأمّل آثار قدميه، وظلالها وهي تتلاشى كلما تقدّم. ثم ارتسمت على وجهه بسمة مكتشِف:

آدم: الحُفرة.

البحر: أصبت. الحكمة الأولى: النقص أحيانًا هو تمام المعنى.

انشقّ الموج عن ممرٍّ بلّوري، والأسماك تسبح حوله كشرارات ضوء. في الأعماق سمع حكايات المرجان، ورأى الهياكل العظمية للسفن القديمة كأنها كتبٌ غَرِقت ولم تفقد لياقتها.

الفصل الثاني: الفضاء المضيء 🚀

فتح صفحة أخرى، فإذا بالجاذبية تبادله التحية وتتركه يطفو. وجد نفسه بين كواكب كحبّات زجاج ملوّنة، ومذنب يجرّ ذيلاً من فضّة. مرّ بقمرٍ صغيرٍ يبتسم، فسمع همسًا:

مذنب: إن لم تجد كوكب الحكمة، ستتوه في شبكة الضوء.

آدم: وأين أجده؟

مذنب: عند بابٍ يسأل ولا يرى… هناك جوابٌ يُستنطق.

هبط على كوكب يشبه كتابًا مفتوحًا. على البوابة سُؤال محفور:

الباب: ما هو أثقلُ من الجبال، أخفُّ من الريش، يُحيي ولا يُرى؟

آدم: الهواء.

الباب: مررت؛ لأنك عرفتَ ما لا يُرى ويُرى أثرُه.

انفتح ممرّ نجميّ، وتدفّقت موسيقى كونية كأنها معادلةٌ تُغنّي. أدرك أنّ العلم حين يُلامس الخيال، يُصبح الفنّ ثالثهما.

الفصل الثالث: المدينة القديمة 🏛️

تبدّل المشهد إلى مدينة من حجرٍ أبيض، وسوقٍ يضجّ بمناداة الباعة وصليل الدنانير. جاءت فتاة تحمل جَرّة ماء:

الفتاة: الملكُ ينتظرك يا غريب الكتاب.

دخل قصرًا له أعمدة كأنها أشجار جليلة. كان الملك وقورًا بعينين لا تخطئان الصدق.

الملك: لعنَت الظلالُ مدينتنا حتى نُجيب: ما الذي لا يُشترى بالذهب، ولا يُباع في الأسواق، وهو أغلى من كلِّ الكنوز؟

آدم: الوقت.

الملك: خلّصتَنا من ليلٍ طويل. تذكّر: من يحفظ الوقت يحفظ نفسه.

انقشعت الظلال عن الأزقة والساحات، وعاد للمدينة نَفَسُها. كتب آدم في دفتره الخفي: «الوقت أبو الأبواب.»

الفصل الرابع: وادي التّنّين 🐉

ارتفعت جبال كأنها ظهور تنانين نائمة. ثم خرج من الكهف تنّين ذو عينين بحجم بحيرتَين.

التّنّين: أيّهما يولد أولًا: الليل أم النهار؟

آدم: لا يُولد واحدٌ بلا الآخر؛ التوازن أصلُ الأشياء.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع