الحرب بين إيران وإسرائيل: صِدام رؤى ونبوءات بين الإسلام واليهودية
في ظل التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل، يبرز هذا الصراع بوصفه أكثر من مجرد مواجهة سياسية أو عسكرية؛ إنه صدام حضاري-عَقَدي يحمل في طياته رؤى غيبية وتصورات دينية حول المستقبل، تختلف جذريًا بين الطرفين.
الجذور الظاهرة للصراع
منذ الثورة الإسلامية عام 1979، تبنّت إيران موقفًا عدائيًا تجاه إسرائيل باعتبارها "كيانًا غاصبًا"، فيما ترى إسرائيل في إيران تهديدًا وجوديًا. ورغم غياب الحرب المباشرة، فإن الصدام قائم عبر الضربات بالوكالة والحرب السيبرانية والتوترات في سوريا.
الرؤية الإسلامية: تمهيد للمواجهة الكبرى
في العقيدة الشيعية، يُنظر إلى المواجهة مع إسرائيل كجزء من تمهيد لظهور الإمام المهدي. وفي التصور السني، تُعتبر "الملحمة الكبرى" نهاية مرحلة وبداية عهد النصر. تُقدَّم إيران كطرف في معركة كونية ضد الظلم العالمي.
الرؤية اليهودية: نبوءات الخلاص وبناء الهيكل
يرى بعض اليهود المتدينين في الصراع مقدمة لحروب "جوج وماجوج"، تمهيدًا لظهور المسيّا المنتظر الذي سيعيد بناء الهيكل الثالث في القدس، وتكون نهايتها بانتصار الشعب اليهودي وبدء عصر السلام الأبدي.
الواقع بين الأسطورة والسياسة
رغم تغلغل الخطاب الديني، لا يُمكن تجاهل المعادلات الواقعية: إسرائيل تخشى وصول إيران إلى القنبلة النووية، وإيران تبني محور مقاومة إقليميًا. الصراع الآن يمزج بين النبوءة والسياسة والحسابات الدقيقة.
مآلات المستقبل
هل تتجه المنطقة نحو مواجهة شاملة؟ أم أن الردع المتبادل سيفرض "توازن الرعب"؟ المستقبل مرهون بتوازن القوى، لكنه يظل محفوفًا بإمكانية الانفجار، في ظل سرديات دينية تدفع كلا الطرفين نحو الحسم بدل التسوية.
خاتمة
الحرب بين إيران وإسرائيل ليست مجرد خلاف سياسي، بل صراع على التاريخ والذاكرة والمستقبل، تغذّيه نبوءات دينية متناقضة. وبين هذا وذاك، تظل الشعوب هي الخاسر الأول في معارك لا يقرر فيها الإنسان وحده.