القرآن والأحاديث النبوية في فهم الصراع في الشرق الأوسط – رؤية إسلامية تحليلية

نظرة إسلامية لمستقبل الصراع في الشرق الأوسط

نظرة استشرافية إسلامية للصراع في الشرق الأوسط

في ظل تصاعد التوترات بين قوى إقليمية كإسرائيل وإيران، تتجه أنظار المسلمين إلى القرآن الكريم والسنة النبوية بحثًا عن إشارات مستقبلية توضح مآلات هذه الصراعات.

يؤكد الإسلام أن الأحداث الجارية في العالم ليست خارجة عن إرادة الله عز وجل، وأن سنن التاريخ تسير وفق مشيئته، قال تعالى: ﴿وتلك الأيام نداولها بين الناس﴾ [آل عمران: 140]. فالحروب والفتن جزء من سنن التمحيص والابتلاء التي بها تُصفّى الأمم.

كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «ستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا» [رواه مسلم]. وهو ما يُظهر أن زمن الفتن قد يزداد في آخر الزمان، ويحتاج إلى تمسك أوثق بالثوابت.

لا تُحدد النصوص الإسلامية بشكل صريح صراعات بين دول بعينها في العصر الحديث، لكن بعض العلماء يرون أن الأحاديث النبوية تشير إلى اضطرابات كبرى تسبق ظهور علامات الساعة الكبرى. ومن هذه الأحاديث، ما جاء في شأن "الملحمة الكبرى" و"فتح بيت المقدس".

قال النبي ﷺ: «تقاتلون اليهود فتقتلونهم، حتى يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله» [صحيح مسلم]. ومع أن هذا الحديث يتحدث عن حدث غيبي مستقبلي، إلا أن العلماء يحذرون من إساءة استخدامه في سياقات سياسية أو لتبرير العنف، لأن تطبيقه لا يكون إلا في زمانه المحدد، ولا يجوز استغلاله سياسيًا.

في ضوء ذلك، يمكن القول إن النظرة الإسلامية تحث على الاستعداد الإيماني، لا العدائي. فالمستقبل -وفقًا للقرآن والسنة- سيكون فيه ابتلاءات متسارعة، وأن الفتن لا تُواجه إلا بالعلم والصبر والبصيرة. كما أن الظلم لا يدوم، قال تعالى: ﴿ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون﴾ [إبراهيم: 42].

وفي النهاية، الإسلام لا يحث على الحروب، بل على السلام والعدل، قال تعالى: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها﴾ [الأنفال: 61]. ولهذا، فإن أي نظرة مستقبلية إسلامية ينبغي أن تنبع من منطلق الإصلاح والدعوة إلى الخير والابتعاد عن الفتن.

هذا المقال لأغراض معرفية وتحليلية، ولا يعبر عن موقف سياسي، ويهدف لتوضيح الرؤية الإسلامية العامة دون تحريض أو تحيّز.

ابدأ اللعب!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع